السبت، 7 ديسمبر 2024

الطالب في عصر الذكاء الاصطناعي

 

 الطالب في عصر الذكاء الاصطناعي


طرحت موضوع الذكاء الاصطناعي  مع الطلاب والاهل والاصدقاء والزملاء  وقضيت وقتًا على منصة اكس ( تويتر سابقا)  للتعرف على اتجاهات التفكير لدى الطلاب والاستاذة الجامعيين حول موضوع الذكاء الاصطناعي . شعرت بعدها بفارق  كبير بين جيلنا والجيل الحالي. الان المعلومات والاجابات تتولد في ضغطة زر ، بينما في الماضي كنا نحتاج أن نقرأ عدة كتب ونقعد عدة أيام ونناقش أساتذتنا حول السؤال والاجابة , حول موضوع ما. الان الذكاء الاصطناعي أصبح المساعد المحترف والخبير الكبير والمورد الاساسي للطالب. اصبح الذكاء الاصطناعي مثل مصباح علاء الدين السحري. شوبيك لوبيك تشات جيبي بي تي بين يديك.

 

سونامي الذكاء الاصطناعي:

الاستاذ الخصوصي الان  هو الذكاء الاصطناعي، والجامعات تحاول التكيف مع الاخطبوط الكبير. وفي نظر كثير من الطلاب البطل المنقذ . وهناك اكثر من 3000 تطبيق يستخدم الذكاء الاصطناعي. وهي في تطور سريع. وكل نسخة اذكى من سابقتها . ومليارات الدولارات تستثمر في تطويرها. سامحوني ان كنت بالغت ولكني في حالة إندهاش. الاندهاش ليس من فراغ. فلكل اختراع بشري كبير قبول ورفض وإن كان السكوت احيانا  والتوقف من الحكمة. حتى تتضح الامور وتصبح بعد فترة من الوقت أمرا عاديا وطبيعيا كباقي الاختراعات والابتكارات الكبرى في تاريخ البشرية. 

بعض الطلاب:

نرجع الى صلب الموضوع : عقلية بعض الطلبة الجامعين حاليًا تركز على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي للحصول على أعلى الدرجات بأقل الجهود وفي أسرع وقت ممكن ، ودون أن يتم اكتشافهم من قبل تطبيقات كشف الغش. وهناك العديد من التطبيقات التي تساعد الطلاب على تحقيق ذلك. وفي المقابل هناك تطبيقات تكشف إن كان البحث أو الواجب مكتوب بالذكاء الاصطناعي. لعبة القطه والفار الالكترونية بدأت والشاطر اللى ما ينكشف.

بعض الجامعات:

بعض الجامعات وضعت قواعد وضوابط لمواجهة التحدي. ماهو الحد المسموح به في استخدامتنا  للذكاء الاصطناعي وماهي الامور غير المسموح بها؟ وهذه بداية مهمة. ولكن من يجيد فن التخفي يمكن ان يعدي ولا يظهر على رادار المراقبة.  وممكن الرادار احيانا يخطأ. فالاعتماد فقط على التقنية على طرفي المعسكرين لا يعني ان التقنية معصومة عن الخطأ. فإعطاء نتائج مظللة من قبل الذكاء الاصطناعي واردة وممكن  تحدث للطرفين.


النظرة الشمولية:   ( العمليات أهم من المنتج) Process is more important than the product

اعتقد ان النظرة الشمولية في التفكير مهمة. هناك حلول قبلية وقائية وحلول أثناء العملية التعليمية وعند كل خطوة من خطوات البحث او المشروع لمتابعة سير الامور وفي اى اتجاه تذهب. من خلال أسئلة ونقاشات  في بداية وأثناء وفي نهاية  كل بحث او مشروع للتأكد من صحة الخطوات والعمليات والمنتج النهائي . الوقاية خير من العلاج.  ومتابعة مراحل تكوين الجنين لا تقل أهمية عن عملية الولادة نفسها. ففي التعليم الفنلدي العمليات أهم من المنتج.  ولست هنا بصدد التحدث عن الذكاء الاصطناعي عن  إيجابياته وعن  سلبياته .ويظل المتعلم والمعلم بحاجة ماسة لتنمية مهارة التفكير النقدي لمراجعة الخطوات و العمليات التي أدت لهذه النتائج. والثمرة لا تسقط بعيدا الشجرة. وما لا يدرك كله لا يترك جله.

عدم اصدار احكام نهائية:

في علم فلسفة الاخلاق الانسان كائن معياري يحب يحكم على كل شيئ من اول مره. فلا نتسرع في اصدار الاحكام النهائية. فملا نعرفه اكثر بكثير مما نعرفه. وهناك من ينظر له أن الذكاء الاصطناعي نعمة وهناك من ينظر له على أنه نقمة. والسباق مازال في بدايته ، وكل ساعة تظهر لنا تقنيات وتطبيقات للطلاب وللمدرسين. تغير من قواعد اللعبة. والكل يسوق منتجاته وخدماته ليل نهار. الكل يجري على  اخر تقنية واجد اصدار. 

اندهاش مع خوف:

أعتقد ان الموضوع أعمق وأعقد واكبر بكثير من أن يختزل في تدوينة أو مقال أو حتى كتاب. والمثل المكاوي يقول" ليالي العيد تبان من عصاريها " ونحن نعيش في بداية عصر الذكاء الاصطناعي. ولا أخفيكم سرا أنني مندهش وخايف في نفس الوقت. هل خرج المارد من المصباح ؟ نعم هناك مشاكل سوف يحلها الذكاء الاصناعي أويسّرع قدرتنا على حلها. وهناك مشاكل سوف تظل معقده لان أصل المشكلة من الانسان نفسه وطريقة تفكيره وسلوكه ودوافعه. فالعقل البشري هو من اخترع وطوّر الذكاء الاصطناعي. ولكن اخواننا المصريين يقولوا  "من يحضّر العفريت لازم يعرف كيف يصرفه." 


الغش مرفوض  والامانه العلمية مبدأ:  ".Cheating is cheating"

يظل التفكير النقدي هو الأساس والجوهَر للمهارات المطلوبة من الطالب الجامعي، بالإضافة إلى المهارات التقنية والبحثية. والامانة العلمية أساس كل بحث علمي. وأعجبنى رد أحد الجامعات الامريكية المرموقة عندما سئلوا " لماذ ليس لديكم سياسة مكتوبة عن استخدام الذكاء الاصطناعي" كان ردهم  "الغش هو الغش." لا نحتاج لسياسة خاصة للذكاء الاصطناعي. 


والتساؤلات الكبري  المطروحة:

- ماهي الايجابيات والسلبيات للذكاء الاصطناعي في التعليم؟ وكيف نرّكز على الايجابيات ونقلل من السلبيات؟

- ماهو دور المعلم الان في عصر الذكاء الاصطناعي؟

- ما هو دور المدارس والجامعات في عصر الذكاء الاصطناعي؟

- ما دور المتعلم في عصر الذكاء الاصطناعي؟ 

- ماهو هو دور البيت في عصر الذكاء الاصطناعي؟

اكتب تعليقك ورأيك.  ففي اخر اليوم النقاش والحوار الهادي اساس التعلم الهادف؟


"السؤال أهم من الجواب"

 أينشتاين. 

دمتم بخير.

هناك تعليقان (2):

  1. ماشاء الله تبارك الرحمن
    أستاذنا سامر كل يوم نتعلم منك شيئا استمر بارك الله فيك

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا استاذي على زيارك للمدونة وشكرا على تعليقك وعلى كلمات الدعم والتشجيع. وكلنا في حالة تعلم مستمر. اللهم علمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علتمنا.

      حذف