الأحد، 27 ديسمبر 2015

تأملات الاسبوع السابع عشر - التخطيط الاستراتيجي


صورة  من ورشة التدريب الإنتاجي بالمعهد الصناعي بجدة


"نحن لا نريد إعادة اختراع التعليم ولكن ربما نحتاج إعادة اكتشافه"

حصاد الاسبوع
  • التخطيط الجيد يقلل من التخبط والعشوائية. وفن صناعة القرار امر ليس بالسهل. نحن في زمن أحوج ما نكون فيه للحكمة والموعظة الحسنة. لا نغتر بكثرة الشهادات ووفرة المال. نحن بحاجة لعقول وسواعد تعمل. 
  • هناك مشاكل حلها في أيدينا ولكننا أحيانا كثيرة ننتظر حلها من الاخرين. الاعتماد على قدراتنا وامكانياتنا أحد عناصر النهوض وكما قيل لا يحك جلدك مثل ظفرك.
  • نحلم بأن تكون مؤسساتنا مؤسسات متعلمة. خبراتها تبنى وتظل فيها ولا تذهب مع الريح. مؤسسة تتعلم من الاخطاء وتأخذ بقوانين الحضارة. فلابد من أن يكون هناك تدريب مستمر على القيادة في كل المستويات. قرأت في كتاب عن فلسفة التربية أن الهدف الأول من أهداف التربية الوطنية هو صناعة القادة.  صناعة القادة هو مطلب استراتيجي لكل أمة تريد أن تقود العالم.  ومقال الكاتب مكارم صبحي بترجي في جريدة عكاظ بعنوان التحول الاداري الاستراتيجي يصب في هذا  المعنى.
  •  في مقال بعنوان مأسسة الجامعات  للكاتب عبدالمحسن هلال تطرق لأهمية أن يكون هناك فكر اداري متطور في ادارة التعليم العالي يساهم في تحريك المجتمع في الاتجاه السليم. والجامعة سميت جامعة لأنها تتجمع فيها كل العلوم  والمعارف والخبرات  التي يحتاجها المجتمع للنهوض .  الاستاذ عبدالمحسن هلال يقول ينبغى أن لا تدار الجامعات كما تدار المدارس , لابد من الاستقلالية واللامركزية.
  • كتب هاشم عبده هاشم مقالا الاسبوع الماضي بعنوان حتى لا تتحول الجامعات لكتاتيب. كتب فيه كيف ان الجامعات فقدت خصائصها. وكيف أنها أصبحت دكاكين. قد يكون الكاتب قاصي في التعبير. ولكن السؤال ما هو ترتيبنا في العالم. اذا كنا نريد ان نعتمد على مصدر دخل غير البترول فلابد أن تتغير نظرتنا للجامعات.  لا نريد جلد الذات ولكن أيضا يجب أن نكون مدركين للفجوة الحضارية. قبل عدة أيام فقط حسب جريدة الرياض تم تركيب أول اشارة مرور للمكفوفين بالمملكة.
  • لقاء صحفي جميل الاسبوع الماضي  بجريدة عكاظ لم أكن أعلم أن لدينا عضو مجلس شورى يحمل شهادة الدكتوراه في الاحتياجات الخاصة وهو اول عضو مجلس شورى كفيف اسمه الدكتور ناصر الموسى ويتطلع لإنشاء  هيئة عامة لذوي الاحتياجات الخاصة.
  • وكتب يوسف قبلان في جريدة الرياض الأسبوع الماضي  مقالا  بعنوان التعليم تحديد الأولويات او ترتيبها. يذكر أبرز مشاكل التعليم على طاولة الوزير . وتكرار نفس المشاكل كلما يتم تعيين وزيرا للتعليم جديد. ويرى الكاتب ان الوزير الجديد متخصص في التربية وصاحب تجربة وخبرة ميدانية تربوية . ولكن يظل السؤال هل ينجح الوزير الجديد في تحريك الوزارة في الاتجاه السليم. .وفي مقال عيسى الحليان بعنوان تجنب طريق التعليم والادارة  يؤكد فيه لا تطوير ولا تنمية بدون تطوير التعليم أولا. فهناك تحول حقيقي وهناك تحول وهمي. وفي الختام  نحن لا نريد إعادة اختراع التعليم ولكن ربما نحتاج إعادة اكتشافه.

    أكتب
     لكي أفهم

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

فوائد القراءة - للطالب محمد الرفاعي - أحد الفائزين بجائزة الخطابة باللغة الانجليزية بالبرنامج للعام التدريبي 1436-1437



"تسعون بالمائة من التعليم تشجيع" 
مقولة

يمر المتدرب على مراحل للاعداد للخطبة باللغة الانجليزية بالبرنامج. غالبية المتدربين لم يمارس هذه المهارة في مرحلة التعليم العام  رغم أهميتها باللغة العربية والانجليزية. وهنا يأتي دور المعلم بالبرنامج في بناء الثقة في المتدرب والتدرج في التدريب. الخطبة عبارة عن مشروع تخرج للمتدرب يظهر فيه خلاصة ما تعلمه أثناء البرنامج. 

وبناء الثقة لا يأتي من فراغ فللمعلم دور هام في التشجيع وإثارة الحماس لدى المتدرب. أضف لذلك الجو العام داخل القاعة. وأحد الادوات المستخدمة بالبرنامج والتي لاحظت مدى أهميتها هي التصفيق بعد كل محاولة يقوم بها المتدرب بغض النظر عن الأداء أو الأخطاء. هناك مبدأ من يقوم ويحاول الجميع يصفق تشجيعا. أضف لذلك منع السخرية والتعليقات من قبل الطلاب والمعلم. 

وأحد أسباب التميز هو مدى إهتمام المعلمين والإدارة بالمسابقة. ووضع خطة تنفيذية يتفق عليها المعلمين ويعلمها الجميع. فالمسابقة هى لاثارة الحماس لتحقيق هدف مهم هو بناء الثقة. ومن أسرار النجاح هو العمل الجماعي ووحدة الهدف. فالطالب لا يتنافس ضد زميله بل هو يتنافس مع نفسه. بعد كل محاولة يتعلم ويزد ثقة بنفسه. وعندما يشاهد زملائه فهو أيضا يتعلم منهم. 

وفي كل مسابقة على مر الايام المعلمين وادارة البرنامج تتعلم من التجربة وتحاول تطوير الفكرة. في هذا العام أضفنا فكرة أن تكون المسابقة النهائية في مسرح الكلية ويحضرها كل الطلاب. وكانت النتيجة ايجابية ومازلنا نتطور ونتعلم. 

عودة للطالب محمد الرفاعي. لقد وفق في اختيار الموضوع أضف لذلك تدرب بشكل جيد ولم يعتمد على القراءة من الورقة او من شرائح العرض. أضف لذلك وضوح الكلمات والجمل. وان كان هناك اخطاء لغوية ولكن تظل كلمته متميزه وأداءه متميز وهذا ما نبحث عنه. فتعلم لغة اخرى يتطلب وقت وجهد. ومسابقة الخطابة فرصة لتعلم مهارات حياتية مهمة. ومازلنا نتعلم من طلابنا.

وأخيرا المعلم هو المدرب ومربط الفرس. والطالب عندما يجد الاهتمام والتشجيع يبدع. والادارة دورها الدعم والمساندة والتوثيق وبناء ثقافة مشتركة.

الخميس، 17 ديسمبر 2015

تأملات الاسبوع السادس عشر - الانصات

الفائزين في مسابقة الخطابة باللغة الانجليزية 

"the important thing is not to stop questioning "
Albert Einstein

"الشيئ المهم هو أن لا تتوقف عن طرح الأسئلة"
البرت اينشتاين

  • الانصات وسيلة لا غنى عنها لكل قائد يريد التغيير والتطوير. أطرح أسئلة جيدة وأنصت فسوف تتعلم. فكرة أحاول تطبيقها كل يوم وفي كل اجتماع. تمرين يحتاج للتأمل وللتدريب اليومي.
  •  لا تجعل العمل الاداري  يشغلك عن العمل القيادي, أى كان موقعك. فالقيادة ليست محصورة في المسميات.
  • القيادة بالقدوة أقوى أنواع القيادات واعمقها وأصعبها. 
  • الطلاب بحاجة لمهارات تفكير متعددة لتعميق فهمهم للمنهج منها مهارة التفكير في التفكير -thinking about thinking. نحن في العادة نفكر ولكن لا نتأمل في طريقتنا في التفكير. وأثناء التعلم تعد هذه المهارة مهمة تساعد الطالب في تنمية مهارة النقد الذاتي . وهى مهارة ليست مهمة للطالب فقط ولكنها أيضا مهمة للمعلم ولكل العاملين في المجال التربوي. فمهارات التفكير العليا تحتاج جهد المدرسة بأكملها على ممارستها.
  • هذا الاسبوع كان ختام مسابقة الخطابة باللغة الانجليزية ببرنامج اللغة المكثف. كان يوما مثمرا لكل معلم وهو يشاهد طلابه يقفون امام الجمهور لالقاء كلمة باللغة الانجليزية. المسابقة الاسبوع الماضي كانت على مستوى القاعات والفائزون هذا الاسبوع تسابقوا على مستوى البرنامج. الحماس كان واضحا على الطلاب المشاركين والحضور.  تعلمت من هذه التجربة أن مسابقة الخطابة  مهمة في كل مدرسة وكلية وقسم وجامعة. وقرأت أن أحد أسباب نهوض الغرب هو بث روح المنافسة في جميع المجالات. فالغرب تقدم على بقية الامم صناعيا وعلميا نتيجة مجموعة عوامل منها بث الروح المنافسة للعمل والانتاجية في كافة المجالات وعلى كافة المستويات.

الاثنين، 14 ديسمبر 2015

تأملات الاسبوع الرابع عشر والخامس عشر - الاهتمام

 2015-2016 -مسابقة الخطابة باللغة الانجليزية 


" Education is the most powerful weapon which you can use to change the world."
Nelson Mandela 

التعليم هو أقوى سلاح بامكانك استخدامه لتغيير العالم."نلسون مانديلا"
  • الاهتمام أساس للتفوق والتميز في العمل التربوي . ولكن اذا اهتميت بالكتاب المدرسي أكثر من اهتمامك بالطلاب فهناك مشاكل تترتب على ذلك . الكتاب المدرسي مصدر للمعلومة وليس المصدر الوحيد. ولابد من منهج اثرائي يراعى اهتمامات الطلاب وميولهم والا أصبح التعليم تعليب وتغليف. 
  • مهارة تقديم العروض مهارة اهملت في كثير من مدراسنا في التعليم العام  لدرجة ان الطالب يتخرج من التعليم العام دون أن يقوم يعمل عرض واحد في حياته المدرسية . وبعدها نلوم طلابنا لماذا ليس لديهم ثقة بأنفسهم. السواد الاعظم لا يرى في تقديم الطلاب للعروض وقت او مكان في التعليم العام. وكل شيخ وله طريقه.
  • بما أن التعليم العالي والعام أصبح  في سلة واحدة أتمنى أن يحدث تغيير في طرق التدريس في التعليم العام بما يتماشي مع مهارات التعلم المطلوبة في المرحلة الجامعية. 
  • للمعلم والمدرسة  دور كبير في توجيه ومساعدة الطلاب على التعلم  كما لها دور كبير في تهميشه تطفيشه
  • هل نريد مدرسة بلا ذاكره؟  مدرسة بلا ذكريات بلا البوم صور لكل من عمل او تعلم او درس فيها. 
  • قمنا بتوثيق مجموعة من الطلاب في مسابقة الخطابة . كان الاسبوع الخامس عشر اسبوع الخطابة واكتشاف  الذات.
  • التشجيع ثم التشجيع ثم التشجيع وبناء ثقة الطلاب . الجميع وقف وقدم ما لديه. شعور بالفخر عندما تجد طلابنا يقفون ويتحدثون بثقة . اتمنى ان فكرة الخطابة تدرس في كل المدارس وعلى كل  المستويات وفي اكثر المواد. 
  • سألت برفسورا يابانيا بلغ من العمر الستين عاما ما هو سر تفوق اليابان قال: "التعليم ثم التعليم ثم التعليم." ولكن يا ترى أى نوع من التعليم كان يقصد؟. 
أكتب لكى أفهم وأتعلم

الجمعة، 4 ديسمبر 2015

لا تقرأ هذا الكتاب


كتاب قتل القراءة
للكاتب

في اللغة الإنجليزية الانتحار ترجمتها suicide وجريمة القتل ترجمتها homicide . والابادة الجماعية ترجمتها genocide .  ولكن مؤلف هذا الكتاب أضاف كلمة جديدة للمجموعة جعلها عنوانا في كتابه وطلب إضافتها في القواميس نظرا لأهميتها. 


هناك كلمات تضاف في القواميس الانجليزية سنويا نظرا لانها أصبحت تعبر عن معنى أو شيء جديد وأصبحت مستخدمة في وسائل الاعلام وبين الناس . مثلا كلمة
potato couch تعني الشخص الذي يجلس أمام التلفزيون لأوقات طويلة. وأضيفت أيضا كلمة potato mouse وتعني الشخص الذي يجلس لوقت طويل أمام جهاز الحاسب.
ولكن الكاتب  يرغب في إضافة كلمة readicide للقاموس. ويعطى لها تعريفا كي يسهل على ناشري القواميس ادراجها .  وهى تعني القتل للقراءة . المؤلف أمريكي خبير في تدريس مادة القراءة للمرحلة الثانوية , ويتكلم عن التعليم العام في بلده ومشكلة تدني العام في مهارات  القراءة في المدارس : الأسباب والعلاج.

 ومن أبرز الاسباب التي يتطرق لها هي التركيز المفرط على الاختبارات والحفظ واهمال تعليم مهارات القراءة حتى تحول الطلاب الى أشخاص يكرهون القراءة بكل انواعها  الحرة والاكاديمية  . والضرر الاكبر كان على الطلاب في المجتمعات الفقيرة التي لم توفر لهم برنامج خاصة للتقوية وان توفرت فكانت في اغلبها تنفذ من قبل مدرسين قليلي الخبرة.

الكتاب ينتقد الافراط في وضع المعايير والاختبارات الغير واقعية وكثرتها والتى لم تحل المشكلة بل زادت الطين بلة من خلال قيام بعض المدارس والمدرسين والاداريين من التورط في الغش حتى ترفع الدرجات ولا تتعرض المدرسة للعقوبة او المسائلة. 

ويستشهد المؤلف بعدة دراسات توضح الخلل والفجوة الكبيرة في التعليم العام الامريكي. بسبب الممارسات الغير فعالة . أصبح الطلاب يكرهون القراءة بكل انواعها الحره والاكاديمية بسبب التركيز على حشو العقول بالمعلومات والحقائق بشكل اجباري لا من اجل التعلم في ذاته بل من اجل الحصول على درجة النجاح ومن أجل الظهور في الاحصائيات بشكل متميز.
أصبح المنهج وبكل محتوياته يعلم الطالب التفكير السطحى لا التفكير العميق.  فلا وقت للتفكير او القراءة في المدراس. المهم المنهج يغطى في وقته. وأصبح دور المعلم الرئيسي هو تغطية المنهج والاعداد للاختبارات.

وهذه الممارسات وضعت ضغطا عاليا على المعلمين  والطلاب في  أمريكا والمحصلة النهائية ان التعليم العام مازال يعاني من نفس المشكلة ولم يحدث التغيير المطلوب والاحصائيات لم تعكس الحقيقة في كل الاحوال بكل كانت متضاربة وغير كافية لانهاء الجدال. ومازالت أمريكا في التصنيفات العالمية تتراجع.

الكتاب مقسم لخمسة أبواب وعدد الصفحات حوالي 160 . وسنة التأليف 2009. والكاتب مدرس في التعليم الثانوي ومتخصص في موضوع القراءة . ولقد لقى الكتاب رواجا في الوسط التعليمى حينها. و للكاتب كتابين اخرين في نفس الموضوع.

أبواب الكتاب:

الباب الاول:
1- الفيل الموجود في الغرفة:
يتطرق الكاتب في الباب الاول لحجم المشكلة ونتائج الدراسات وأرقام.  وكيف ان التعليم العام الامريكي أصبح ينتج طلاب يجيدوا تعبئة الفراغات ويجيد الاجابة على الأسئلة المتعددة الخيارات ولكن لا يجيد أن يقرأ كتابا بعمق . فالقراءة أصبحت عادة مكروهة ومضيعة للوقت والجهد. يسأل المؤلف كيف حدث ذلك ويحاول أن يجيب. ويركز في اجابته على دور المدرسة في تكبير الفجوة بين الطالب والقراءة. وأن التعليم العام في أمريكا أصبح يتبع طريقة ممنهجة في تطفيش الطلاب في القراءة دون أن يدرك خطورة هذا الاتجاه. قبل اكثر من عشرة سنوات تم وضع خطة لانقاظ التعليم العام والرفع من مستوى التعليم وكان ذلك من خلال الاختبارات الموحدة والمعايير الموحدة. وما عرف ب قرار "لن نترك طفلا واحدا يتخلف " وهذا القرار ترتب عليه رفع و توحيد المعايير لكل مادة وتوحيد الاختبارات مما ترتب عليه تغيير في  طريقة التدريس والتقييم في كل مدراس التعليم العام.

الباب الثاني:
2- العقول المهددة بالانقراض:
يتطرق فيه لجهل طلاب المراحل الثانوية بابسط المعلومات بالعالم حولهم رغم أنهم وصولوا لسن التصويت على الانتخابات و يرى ضرورة اطلاع الطلاب على مواضيع للقراءة من الحياة السياسية والاجتماعية حتى يتكون لديهم وعى بما يدور حولهم. وقلة القراءة وعدم وجود مكان كافي في المنهح  الدراسي تسبب في قلة الوعي. يرى الكتاب ان قراءة المقالات الهادفة والجادة تساهم في توسيع دائرة الادراك. وان فصل الطلاب عن الواقع الاجتماعى داخل المدرسة لا يخدم الطلاب. فالمدارس تفتقر للكتب القيمة وادارة المدراس لا تجد الوقت الكافي لجعلها جزء رئيسي في المنهج لانشغالهم بأمور كثيرة في نظرهم أهم من القراءة والاطلاع. 

يرى المؤلف أن العالم في سباق للوصول للقمة في العلم والمعرفة وأن اهتمام الادراة التعليمية الامريكية بالاختبارات والمعايير جعل التعليم من اجل الاختبارات لا من اجل العلم والمعرفة. وأن كثير من الطلاب بعد تخرجهم يواجهون مشكلة في الالتحاق بالجامعات لتدني مستواهم في اختبارات القبول للتعليم العالي. حتى يتمكن الطلاب من اتقان مهارات القراءة والتحليل فلابد من توفير كتب كثيرة في كل مدرسة وتوفير الوقت والبرنامج المناسبة للتشجبع وخلق جيل يقرأ. 

ومن خلال تجربة المؤلف في التدريس و العمل التربوي يرى ان الاجتماعات المدرسية تركز على مواضيع ادراية كثيرة وتغفل عن الموضوع الأهم وهو إنشاء جيل يقرأ ويحلل. ويرى المؤلف ان المدارس تكتفي بقطرات من القراءة وان المفترض ان الطلاب يتعرضوا لسيل من الكتب. يجب ان لا تخلوا مدرسة عامة من مكتبة غنية بالكتب في كافة العلوم. والا خرج جيل يعاني من الفقر المعرفي والعلمي كما يرى الكاتب . سيل الاختبارات ينتج متعلم سطحي وسيل الكتب ومهاراتها ينتج تعليم عميق.

كان في المدارس الامريكية ساعة اسبوعية تطلق عليها القراءة الصامته المنتظمة SSR ولكن بعد تطبيق نظام الاختبارات الموحدة تم لغائها للتركيز على الاعداد للاختبارات. كان الهدف من القراءة المنتظمة الصامته هى تنمية عادة القراءة لدى الاطفال ولتوسيع ثقافتهم العامة. وهناك من كان يرى انها مفيدة وهناك من كان يرى انها لا تجدي وهناك دراسات ترى اهميتهاو لكن رغم ذلك تم الغائها. ساعة القراءة الصامته في المدراس حققت نتائج ايجابية في المدراس التى تملك مكتبات جيدة وتمتلك ارادة التطبيق وفشلت في بعض المدارس لاسباب ثلاثة رئيسية وهى:
- المدرسة لا تمتلك مكتبة جيدة ومكان مهيئ للقراءة
- المدرسين خصصوا هذه الساعة لكتابة الطلاب للواجبات لا للقراءة
- مدرسين لم يهتموا بالطلاب في هذه الساعة وتركوا الطلاب وانشغلوا بأمور اخرى

وتكلم المؤلف في هذا الباب عن ان القراءة الحرة وكيف تنمى لدى الطفل مفردات جديدة ومعاني جديدة فالقصص تساهم في تنمية الخيال والابداع لدى الطفل وتجعله اقدر على التعبير. واعطاء مساحة للقراءة الحرة يعطى الطفل فرصة للاستمتاع بالقراءة والخروج من جو الكتاب المدرسي. ولو اكل الانسان كل يوم نفس الطعام مجبرا كل يوم ولمدة سنه فسوف يصاب بالملل والاكتئاب الشديد. 

ويتطرق الكاتب لاهمية المنهج الإثرائي وكيف أن قراءة المقالات الجادة في الجرائد والمجلات تساهم في رفع الوعى لدى طلاب المرحلة الثانوية وكيف طبق هذه الفكرة مع طلابه من خلال المقال الاسبوعى فخلال العام الدراسي قرأ طلابه مقالات جادة تربطهم بالمجتمع والعالم من حولهم. وان الاعتماد فقط على مشاهدة الاخبار من التلفزيون لا يخرج جيلا مثقفا. ومن فوائد المقالات الجادة انها تحتوى ايضا على اسلوب راقي في الكتابة مما يساهم في اكساب الطلاب مهارات في الكتابة والتعبير وطرق التفكير النقدي . وهذه المقالات تتطرق لكل جوانب الحياة الاجتماعية ولا تقتصر على موضوع واحد.

الباب الثالث:
3- كيف نحمى طلابنا من السنامي:

يتطرق الكاتب في هذا الباب لتسانمي التدريس ولابد من أن يكون هناك ترشيد في طرق التدريس وانا لا نرهق الطالب من كثرة الواجبات وكثرة المحاضرات والتحليلات . ويستخدم مصطح overteaching and underteaching . وينصح بأن تكون الروايات الجيده جزء من المنهح على شرط ان لا تتحول الى كابوس بطريقة تدريسها فتساهم في قتل روح القراءة لدى الطلاب. ويرى المؤلف ان الهدف من قراءة الروايات هو ربط الطالب بالتجربة الانسانية  في محاولة لفهم أعمق للحياة. واذا تم تقطيع وتجزئة الروايات وربطها  فقط بالاختبارات وكثرة الواجبات والتحليلات فسوف تتحول لمادة تقتل روح القراءة. 

ويتطرق الكاتب لمفهوم الانغماس في القراءة وبقصد بها اللحظة التي يندمج فيها القارئ في القراءة دون توقف فيما يطلق عليه مصطلح reading flow. بدون الاندماج لا يصبح القارئ قارئ جيدا. وعندما لا نتيح للطلاب الاندماج في القراءة تصبح عملية القراءة غير مفيدة وتفقد معناها ومغزاها. وان المنهج الدراسي وطرق تدريس المواد التي تتطلب قراءة لنصوص طويله تتطلب مراعاة حالات الاندماج وعدم عرقلتها. فلابد للمدرسة والمعلمين مساعدة الطلاب على الاندماج في القراءة وتنميتها لا تقطيع النص ليتحول الى مادة مجزئة هدفها الوحيد هو الاختبار والتقييم.

يرى الكاتب ان القراءة للمتعة امر مهم اذا كنا نريد ان نرى جيلا يحب القراءة, وهذا لن يحدث في ظل الهدف الوحيد للقراءة هو لتغطية المنهج والاختبار ولا يتعدىها لمفهوم القراءة من اجل تعميق فهمنا للحياة عامة. فالقراءة تهدف لاخراج جيل يفكر في ايجاد حلولا لواقعه لا مجرد طالب يجيد ملئ الفراغات والاجابة على الاسئلة المتعددة الاختيارات. 

ويرى الكاتب ان الروايات الجيدة تعالج قضايا انسانية في واقعنا مثل الارهاب والتطرف والعنصرية وقيم اخلاقية مثل التسامح وعدم الحكم على الناس وغيرها من القيم الاجتماعية الأساسيةفي المجتمع الأمريكي. وفي نفس الوقت لا تخلو هذه القصص من عنصر المتعة والتشيوق. 

وهناك أيضا افكار لاستثمار وقت الاجازة الصيفية في قراءة هذه الراويات الجيدة التي تشغل وقت الطلاب في القراءة الحرة والمفيده والخفيفة. والكاتب يطرح  افكارا قام بتطبيقها على طلابه ونجح في تفعليها رغم ان طلابه في مجملهم من الطبقة الفقيرة والغير متعلمة. والكاتب ايضا لا يقتصر كلامه على أهمية الروايات يضيف لذلك كتب السير الذاتية والثقافة العامةو الشعر. وأن لا ننسى أن هدفنا هو نصنع جيلا محبا للقراءة مدى الحياة. وليس فقط أثناء الدراسة. يريد ان يوجد اسبابا ذاتية تشجع الطالب على القراءة الهادفة والاستمتاع لا لمجرد اجتياز اختبار وهنا يكمن بيت القصيد حسب رؤية الكاتب.

ويرى الكاتب أنه عندما تجعل المدرسة القراءة للمتعة والاثراء الفكرى والمعرفي هدفا وتسخر البيئة لذلك فسوف تتغيير قناعات الطلاب نحو القراءة من كارهين لمحبين لها. ولكن طالما كانت الاختبارات هي الهدف الأول وهى التي تاخذ الحيز الاكبر فبذلك نصنع جيلا يقرأ مكرها فقط للاختبارات.

يرى الكاتب ان القراءة الجادة والحرة تساعد الطلاب في التفكير والتحليل وزن الامور بميزان العقل والحكمة. وان العقل البشري مهيئ للتفكير العميق . والتفكير العميق أحد أدواته الرئيسية هو القراءة الجادة للنصوص الطويلة, وهذا فن يحتاج الطلاب تعلمه ويحتاج المعلمين معرفة كيف ينميه في طلابه.



الباب الرابع:
4- ايجاد الطريقة الانسب

يرى الكتاب ان التدريس المتزن مهم في حل المشكلة. فالتدريس كثيره مشكلة وقليله مشكلة. فالتدريس الجيد يصنع نتائج جيده والتدريس العادي يصنع نتائج عادية والتدريس المتميز هو ما يصنع الفرق. وهذه النظرية اشد وضوحا في مرحلة الطفولة منها في مراحل التعليم الاخرى. وهنا يتطرق الكاتب لبعض الدراسات لتأييد موقفه. التدريس مهم ولكن السؤال اي نوع من التدريس؟ الكم والكيف ؟ وما هو دور المعلم في الفصل؟ 

كيف ننمى لدى الطلاب عادة القراءة الحرة؟ وكيف نساعد الطلاب في الاندماج في القراءة؟ ويطرح الكاتب فكرة عمل ورشة عمل للقراءة في الفصل واحاطة الطلاب في الفصل بالكتب القيمة؟ وتعليم القراءة من خلال ورشة عمل. ويذكر الكاتب بعض المراجع القيمة في تطبيق الفكرة. 

ويرى الكتاب ان تدريس الروايات والمسرحيات وخاصة الكلاسيكية امر مهما في المدارس الثانوية الامريكية ولكن المشكلة تكمن في طريقة تدريسها. هناك طلاب يحبون القراءة ولكنهم لم يستفيدوا من قرائتها لانها درست لهم بطريقة خاطئة. والتوازن مطلوب في التدريس. فالنصوص كلما صعبت قرائتها جعلت الطلاب يكرهونها ولم تحقق الفائدة. وفي هذا الباب يتطرق الكاتب لاسترايجيات وطرق يتبعها لمساعدة طلابه على فهم النصوص الصعبة.

الباب الخامس:
وقف النزيف

يرى الكتاب أن زيارة الاختبارات لا يحل المشكلة ولن يوجد جيل قارئ. وان كثير من المدراس الامريكية شوف تفشل في علاج مشكلة القراءة. ويستشهد الكاتب ببعض الدراسات التي ركزت على موضوع القراءة لدى التعلم العام ونتائج الدراسة التى ترى ان حجم المشكلة كبير وانه لن يتحسن في ظل الوضع الحالي. وان على المعلم ان يحرص على ما يفيد طلابه ويعمل ما بوسعه في علاج الفجوة. وان على العاملين في مجال التعليم العام اصلاح الشئ الذي يحتاج اصلاح لا مجرد الاصلاح من اجل الاصلاح. فالصين اصبحت تقلص من كثرة الاحتبارات بينما امريكا ترفع وتكثر منها. فالصين ترمى من وراء ذلك التركيز اكثر على الابداع.

وفي نهاية الكتاب يقترح الكاتب على المعلمين خطة للعلاج يطلق عليها خطة 50/50 لمساعدة الطلاب على تطوير قدراتهم في القراءة الاكاديمية والاخرى في قدراتهم على القراءة الحرة. وهى عبارة عن مجموعة من النصائع التي لخصها من الكتاب. كما يسرد قوائم للكتب التي ينصح المعلمين والمدراس بتوفيرها في مجال الادب والشعر والمسرح والسير الذاتية. 

وللمؤلف موقع الكتروني  ومدونة تستطيع من خلالهما  الاطلاع أرائه وتأملاته. كما توجد عناوين المقالات التي شارك طلابه في قراْتها  والتعرف على أنشطة المعلم الاخرى في مدرسته.

__________

تعليق على الكتاب:

الكتاب في مجمله يتطرق لموضوع مهم هو تدنى مستويات القراءة بين طلاب المراحل الثانوية بامريكا ودور المدرسة في تنميتها او قتلها. الكاتب يحكي عن تجربته والمشكلة التى يعاني منها التعليم العام الامريكي . يقدم بعض الحلول والافكار لعلاجها. وهناك كما يبدو من كلام الكاتب اختلافا في وجهات النظر في طرق العلاج. وهنا نتطلع على تجربة معلم في دولة متقدمة مثل أمريكا يوجد بها افضل تعليم عالى في العالم ولكن تعليمها العام تراجع مقارنة ببعض الدول الغربية والاسيوية. وقد وضعت خطط لتحسينه ورغم ذلك هناك جدلا كبيرا على مدى فاعلية هذه الخطط .قد يكون الكتاب يحمل عنوانا سلبيا لا يجابيا وقد نتفق او نختلف مع المؤلف ولكن يظل الموضوع الكتاب مهما.

وللمؤلف كتابين اخرين في نفس الموضوع. الاول بعنوان اسباب للقراءة والثاني بعنوان القراءة العميقة,