الجمعة، 18 أكتوبر 2013

كيف نبني الثقافة التي نحلم بها؟ وكيف نوقف داء وحمى الشهادات؟؟



( Diploma Disease)
سألت هذا السؤال لعدة معلمين وأساتذة. بحثا عن إجابة شافية. رد  أحد الأساتذة سؤالي بسؤال هل الثقافة تبنى أم تغرس؟. قلت له تغرس وتبنى. وتأملت في سؤاله فوجدت منطقا له. فهي تغرس وتبنى وتنشر وتعلم وتمارس سواء كانت ثقافة سليمة أم خاطئة. وقد استخدمت كلمة بناء أقصد بها أننا استطعنا أن نبني الجامعات والمدارس والكليات والمكتبات ولكن هل استطعنا نبني الإنسان؟ ما زالت الثقافة الاستهلاكية وثقافة التباهي والمنظره منتشرة. واليوم شاهدت في القناة الإخبارية بالتلفزيون برنامج يتناول قضية خطيرة وهي الألقاب المزيفة. يتكلم عن شهادات الماجستير والدكتوراه المزيفة التي أصبحت ظاهرة غريبة تعكس الثقافة السلبية التي ساهمت في إيجادها. جامعات وهمية تبيع الشهادات. ولكن السؤال لماذا؟ ما هو السبب الحقيقي وراء ذلك؟ الثقافة عبارة عن مجموعة من القيم التي تحرك الإنسان. إذن ما هي القيم التي أوجدت هذا السلوك؟ لماذا أصبح العلم سلعة يمكن شرائها على شكل ورقة مختمة توضع في برواز وتعلق على الحائط للتباهي والمنظره وللحصول على وظيفة أو ترقية. والسؤال لا يقف بنا عند هذا الحد بل أسال أصحاب الشهادات العليا الذين حصلوا بطريقة صحيحة عليها  مع احترامي وتقديري للجميع هل أصحاب الشهادات المزيفه فقط يتباهون؟؟ أنا على يقين أن هناك من أصحاب الشهادات العليا من هم في قمة التواضع رغم حصولهم على الدال. نحن نريد ثقافة جديدة ترى أن العلم ضرورة لا ترف. ترى أن العلم ليس في الشهادات بل في الاختراعات والابتكارات والاكتشافات والإبداعات. 

قرأت قصة أن أحد فلاسفة الإغريق جاءه شاب يطلب منه أن يعلمه. فقال له اذهب إلى النهر وأخبرني ماذا ترى. ذهب الشاب ونظر للنهر ولم يشاهد شيئ غير مألوف . طلب منه الفيلسوف أن ينظر ثانية وقرّب الشاب وجه من الماء، عندها أمسك الفيلسوف برأس الشاب وأنزله في الماء. أخرج الشاب  رأسه من الماء بقوة ثم نظر للفيلسوف وقال له لماذا تحاول إغراقي . رد الفيلسوف عليه قائلا يا بني عندما تكون رغبة التعلم عندك مثل رغبتك في النجاة من الغرق تعال وسوف أعلمك. انتهت القصة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق